Saturday, October 25, 2008

"أنا. غابة واسعة .نور شمس يلمس وجهي.سكون يحتضن الهواء. خيالك يبحث عن دفء.يتلمس الطريق. يستند علي كتفي ."

تنبثق من عيناه رائحة زهر الليمون. تملئ حواسها بإشتياق لأحاديثهم الطويلة. لا تعلم اذا كانت مازالت تحبه أم وجوده في بعض الأحيان يلون المساحة الخالية داخل صدرها. يخنقها تردده و تواسيها سماحة لفتاته.


"الآن، تمضي معي. أقتسم معك خبزي. فتميل علي رقبتي تقبلها. أصوات طيور جارحة تملأ كياني. فلمستك خافتة."

كان يعلو صوت دموعها في شرفة منزلها عندما تطمئن أن لا أحد مستيقظ. تشعر بطاقة ما سوف تكسر أضلعها و تنطلق إما نورا أو ظلاما دامسا.
“عليكي كبر" ترددت جملة صديقتها في هواء ليل قاهري يختنق. حتي هي في بعض الأحيان يتوه منها وعي اللحظة.


"وجوه شاحبة ساخرة تشير إليك بأصابع طويلة بلا عقل. أصر علي إكمال الطريق. نسير إلي منحني ضبابي لا أشعر بخشونة الأرض تحت قدمي أهلع ثم تطمئني بنظرة صاخبة"

كل ليلة تسمع صوتا يمليها كلمات و عبارات. تنقشها علي جلدها. لا يعلم الكثيرون أن الحدة التي تسيطر علي قسماتها الخمرية وسيلة دفاعها في حماية أحزانها من نبش الغرباء.


"تنتهي خطواتنا في زقاق معتم ذو رائحة عطنة، ترتفع قدماي عن الأرض فألمس سماء وردية و نهر يجري بين ذراعي. أسمع صوتك بعيدا يتهجئ حروف اسم إمرأة أخري."

الأحزان. تعلمت أن الرمادي هو سيد المواقف. تعتز بعثراتها كأنها تعويذة فرعونية. تعلم أن جعبة الأوجاع لايزال بها أجنة. متسلحة بشموع زرقاء، دفئ حضوره الأبدي و حفنة بخور .


خريف مبكر

Wednesday, October 08, 2008

1
عندما تشعر أن الوحدة تسيطر علي أحلامها الليلية. تختنق من رائحة هواء تعودت أن تتنفسه وحدها. تفقد الإحساس بأن الغد قد يحمل لها ورودا و فجرا يحمل أمطار. تضيق روحها -التي تشتاق لحضن برائحة البحر- فترتدي تنورتها القصيرة بلون النبيذ الأحمر و جوربها الفيليه الأسود. تترك العنان لشعرها المموج. تدخل إلي القاعة. تبتسم. تأخذ مكانها المعتاد علي الأرض في انتظار دورها.


2
يعلو صوت موسيقي التانجو علي هماستهم. يلتفون في دائرة حول المدربة التي تبدأ الرقصة الجنوبية بأن تضرب بحسم و خفة علي فخذيها لتضبط إيقاع الأجساد. تشير إلي كل راقص بدوره. يأتي دورها فتنهض و في عينيها نظرة تحمل بقايا حب.
علي الإيقاع الساخن تلف و تدور حتي يتلقفها أحد الراقصين بين ذراعيه. تلتفت. يضع كفيه علي خصرها. ينظر في عمق عينيها البنية. تضع كفا علي صدره و كفا علي رقبته. تسند جبهتها علي مقدمة رأسه. يلتصق جسدهما. و يغرقان في الموج اللاتيني.

3

يمتطيان صوت الطبول الممتزجة مع الكمان. يجوبان أنحاء الغرفة في سرعة و رشاقة. تمد يدها اليسري فتلمس جسد الراقصة الأخري. لتنبه هذا الكوبل لبدأ الرقصة الجماعية. تختلط رائحة الأجساد مع صوت أنفاسهم المنهكة. يبدأ التوقف التدريجي للموسيقي. يبتعد الراقصون عن الراقصات. تقترب هي من زميلها تضع يدها علي عضلات بطنه المشدودة و تقص قطعة من قميصه المشرب بالعرق. تضحك و ترفع حاجبيها في دلال. ينظر إلي قميصه الأحمر مشدوها

.
4
تصل إلي منزلها. يسيطر عليها إنهاك مختلط بخدر تعشقه. تغفو في مغطسها الممتلئ بمياه باردة معطرة بزيت ياسمين هاواي. تمد يدها و تشد إليها سلة مليئة بقصاقيص قماش. تضيف إليهم القطعة الحمراء. تقرر أن تخيط منهم فستان جديد للرقص
.