Wednesday, March 19, 2008

إهداء

إلي روح....الزميل.....الصديق......حمدي رياض


تهويدة
بمجرد أن خطوت داخل ذلك المنزل الصغير، تصفحت أركانه و تفاصيله الحميمية. انتابتني حالة راحة ممزوجة بإنتماء .إفترشت الأرض في غرفة ينبعث الدفئ من حوائطها.

"الأبواب الحزينة مش سهل تتقفل بالسرعة دي،ما تضحكيش علي نفسك و لازم تبقي في حالة وعي ان صاحبك هيوحشك و تعرفي انه في مكان أحسن" قالت صاحبتي بصوتها الهادئ وهي تستند بظهرها علي مكتبتها التي تمتلئ بالكتب و رموز الذكريات.
أحسست بكلماتها تقبض علي مشاعري التي كنت قد بنيت حولها سياج طوال الشهور الماضية.

تذكرت تلك المكالمة الهاتفية التي تلقيتها من زميلة الدراسة التي لا أسمع صوتها سوي في الأحزان،فهمت سر نهنهاتها و أغلقت هاتفي حتي أتفادي سيل المكالمات الباكية.

أدرت سيارتي وحاولت أن أذوب في زحام البشر."أنا بأعشق فسحة السيما" رنت كلماتة في أذني فوجدت نفسي أمام شاشة العرض،أدبدب بقدمي علي الأرض مع نغمات فيلم(ما تيجي نرقص(.خرجت في حالة انتشاء هيرويني. و اقنعت نفسي ان الحال لم يتغير."هو لسةفي أوروبا" قلتها بصوت عالي و أنا أتعثر أثناء محاولتي تفادي السيارات القادمة من الأتجاه الأخر.

" الألم بيطهر أرواحنا" أفقت علي صوتها كأنه يربت علي كتفي. حاولت ان أزيل توتري بأن أترك تلك النسمة الباردة تلسعني علها تمنع تلك الدموع المصرة علي الحضور.

"عارفة،و بعدين انا اديت لنفسي فرصة للحزن" رددت بعناد كاذب أحسته هي بتفهم من خاض نفس التجربة.احتضنتني برفق وانا أودعها.

في طريق العودة وجدت نفسي في طريق صلاح سالم و لأول مرة منذ قرابة العام وجدتني لا أشيح بوجهي عن منزلك بل أنظر إليه،أتذكر سخريتك المريرة ، نكاتك عن الدنيا،البلوفر السماوي الذي كنت تصر علي ارتدائه في الأمتحانات. أحتمي بمفتاح الحياة الفضي الذي أعلقه
في صدري و أبكي

Sunday, March 09, 2008







شاليه واسع يطل علي البحر.لا توجد ستائر.تجلس علي أريكة حمراء.تستمع لموسيقي فيفالدي.رائحة قهوة بالحبهان تملأ الأجواء المشحونة بموجات انتظار.

تصب لنفسها فنجان القهوة الخامس. "علي ما أمزمز فيه.يكون و صل."عقلها غارق في بحر من وحدة تتمني-هي-أن يأتي ميقات احتضارها.

هي متوسطة الطول،ذات جسد أنثوي يلفت الأنتباه،تتباهي به أحيانا.لكن،غالباما تختبئ خلف ملابس كاجوال ذات ذوق أوروبي بسيط. في عينيها حدة. تمارسها لتداري بها خجل دائم يغلف حتي أبسط لفتاتها.

تعلن الساعة الحائطية مرور ساعتين من الأنتظار.تنهض بعصبية شديدة " كفاية عليك كده يا فيفالدي". سكون مرعب.

تصب مجددا فنجان قهوة و تضيف عليه كثيرا من السكر.تجاول الأتصال بهاتفه المحمول فيأيتها الصوت البارد “ هذا الرقم خارج النطاق”.
تلقي بهاتفها الفضي بعيدا. تغير جلستها.تدير مزيكا تركية لا تفهم من كلماتها حرفا.لكن صوت الناي الممتزج مع القانون يطهر هالتها من رواسب
أحزان قديمة.

يدق جرس الباب. تشعركأنهاكانت تلهث وراءقطار

" شاليه 2أ؟"
."لأ ده 2ب" ترد بصوت خافت. تدير ساعة الحائط إلي الناحية الأخري.

يرن هاتفها و تسمع صوته كأنه قادم من بئر عميق
" 5 دقائق و أكون عندك".
تشاهد بدايات غروب من نافذتها.تسرح طويلا،مع عقارب ساعة يدها.ترشف من كوب اللبن المضاف إليه قليلا من الويسكي. تخرج،لتراقب عن قرب هطول أمطار ربيعية تودع شتاءا رماديا