Friday, December 26, 2008

سدرا-
" ‎ ‎تنجذب للذئاب اليمامات البيضاء و تحوم حول رأسها"
بعض الأماكن تتشابه. تخطو من حارات خان الخليلي لتتجه لساحة مسجد الحسين. تتذكر خطواتها و هي صغيرة في شوارع ضيقة متفرعة من الميدان العجوز بلاثا مايور في وسط مدريد القديمة المتميز بأسراب الحمام و اليمام الذي إعتادت و هي في الرابعة من عمرها إطعامه بفتات الخبز. الصورة مازالت حية. سيدات في منتصف العمر يتراشقن بالشتائم من الشرفات المعلق بها غسيل. مياه تغرق الشارع برائحة المنظفات. الإيماءات الصوتية للباعة الجائلين واحدة و إن إختلفت اللغة. تبتسم لبائع الخان الذي يحدثها بإسبانية مكسورة لإعتقاده إنها غجرية لاتينية. لا تنكر العرق الغجري و لكنه مصري. تنساب روحها و تسكن في مكان سحري عندما تأتيها أصوات الحب من داخل المسجد مختلطة برائحة بخور المسك. تجلس علي الرصيف المقابل. تفكر أن ما ينقص المكان هو سرب يمامات حول المئذنة.
دنيا
"الرقص بهجة الروح"
تخرج دنيا من داخل معبد الأقصر كل مرة في حالة نشوة عندما تتلمس بأناملها صور الراقصات علي جدران المعبد. تشعر بإنها استدعت المتصوفة داخلها. تلك التي تختنق من الزحام القاهري فتستكين في مكان ما بجوار الروح حتي تأتيها الفرصة. تؤنب دنيا نفسها بأن تلك المتعبدة ترفرف عندما تزور مسجد الحسين. تتملكها رغبة برية بالرقص. من كثرة ما سيطرت علي تلك الرغبة أصبحت تبكي من الألم الذي يسيطر علي جسدها عندما تكون هناك. بعدما إبتاعت السوار الفضي العريض، الخرزة الزرقاء، و رسمت بالحناء علي كفوفها الخمرية. خرجت مسرعة دون أن تلتفت للمأذنة. عادت الألام من جديد. اليوم إتخذت قرارها.أمام مسجد الحسين في وسط النجيلة الخضراء تمايلت بخفة و هي ترفع كفوفها إلي سماء مخملية متجاهلة كل العيون. فقط تتجه عيناها علي سحابة بيضاء تنقش ملامح وجهها علي الخلفية الزرقاء

شريف و نور
"العناق صلاة الحب"صباح كل أربعاء. إعتادا الجلوس علي الدكة الخشبية المغطاة بكليم أحمر في قهوة الفيشاوي. تطلب عصير المانجة في الصيف و القرفة بالحليب في الشتاء. الشاي الأخضر له في أي وقت. بعدها يذهبان لصديقهما بائع الزجاج البلدي. يشتريان كل ما تريده نور. يبتسم شريف و ينظر لها بعينان سوداوان تعكسان شغفا بتلك المجنونة. يمران من شارع الصاغة ثم جوهر الصقلي حتي يصلان إلي الساحة. تضع نور الأكياس علي الأرض. تشب علي قدميها و تعانقه بقوة. يشعر بإحراج خفيف من نظرات الناس. سوف تظل نور تتسأل و تفكر أن هذه بيوت الله. بيوت الحب. لماذا طردوها عندما إحتضنت شريف أمام المقام داخل المسجد

Tannoura

An English Poetry Collection

Samar Ali

Malamih Publishing House

Sunday, November 16, 2008

هي ملكة الأحلام. تعشق فارسها الغائب عن عينيها الحائرتين. ترتاح لصوت الموج عندما يحتضن الشاطئ الرملي بحبيباته التي تحمل حكايا دفء اللمسات و مرارة الوداعات الحتمية.
`
تفرغ حقيبتها السوداء علي السرير المفروش بقماشة مخملية بلون السماء وقت شروق شمس شتوية. تفوح من الغرفة الخشبية رائحة رطبة. تضع جسدها المنهك تحت الدش بعدما تغرق نفسها بشامبو عطري. تنظر في المرآة و تتمعن في ثناياها الخمرية العطشة.

ترتدي الروب الحريري و تخرج إلي الشرفة. تستند بذراعيها علي السور الأسمنتي. تغمض عينيها، تفتح الروب لتدع النسمات البحرية تداعب جسدها العاري. تستمتع باللسعة الباردة المحملة بالبركات علي إنحناءتها الوردية.

قشعريرة تتمكن من ذكرياتها.

"ريحة القهوة في تريانون دي زيك"

تبتسم، فذكري صوته تملأ المكان بإشتياق جامح إلي تلك المساحة بين ذراعيه.

مرت خمس سنوات. فضل البعد عن حياتها الناعمة تارة و الزاعقة تارة أخري. تنسال دموعها كأن الجرح مايزال طازج.

"هنساه و أحب تاني"

قرارات كاذبة رسمتها و هي تبكي علي كتف صديقتها آنذاك.

تشهق عندما يصل بعض من الرذاذ المالح إلي رقبتها. تلتفت بعينيها المحمرتين إلي داخل غرفتها. تلف الكاش مايوه حول خصرها.


. تراه من الشرفة، لا يشبهه و لكن تحمل قسماته نفس حبه للبحر. تراقبه. مائل للطول بجسد مشدود و سمرة محببة.

يرفع رأسه إلي شرفتها و يبتسم.

تتوه في غيمة قبلة تأخذها إلي عالم تتوحد فيه أنفاسهما فلا تدري هل مازالت تتنفس هواء البشر أم تعيش علي نفحات من داخل صدره.

تسرع علي السلم لتصل إلي الشاطئ. تتلفت باحثة عنه.

ذاب في زحام سكندري. بخطوات بطيئة تذوب في الملح الأزرق


ومضة.

Saturday, October 25, 2008

"أنا. غابة واسعة .نور شمس يلمس وجهي.سكون يحتضن الهواء. خيالك يبحث عن دفء.يتلمس الطريق. يستند علي كتفي ."

تنبثق من عيناه رائحة زهر الليمون. تملئ حواسها بإشتياق لأحاديثهم الطويلة. لا تعلم اذا كانت مازالت تحبه أم وجوده في بعض الأحيان يلون المساحة الخالية داخل صدرها. يخنقها تردده و تواسيها سماحة لفتاته.


"الآن، تمضي معي. أقتسم معك خبزي. فتميل علي رقبتي تقبلها. أصوات طيور جارحة تملأ كياني. فلمستك خافتة."

كان يعلو صوت دموعها في شرفة منزلها عندما تطمئن أن لا أحد مستيقظ. تشعر بطاقة ما سوف تكسر أضلعها و تنطلق إما نورا أو ظلاما دامسا.
“عليكي كبر" ترددت جملة صديقتها في هواء ليل قاهري يختنق. حتي هي في بعض الأحيان يتوه منها وعي اللحظة.


"وجوه شاحبة ساخرة تشير إليك بأصابع طويلة بلا عقل. أصر علي إكمال الطريق. نسير إلي منحني ضبابي لا أشعر بخشونة الأرض تحت قدمي أهلع ثم تطمئني بنظرة صاخبة"

كل ليلة تسمع صوتا يمليها كلمات و عبارات. تنقشها علي جلدها. لا يعلم الكثيرون أن الحدة التي تسيطر علي قسماتها الخمرية وسيلة دفاعها في حماية أحزانها من نبش الغرباء.


"تنتهي خطواتنا في زقاق معتم ذو رائحة عطنة، ترتفع قدماي عن الأرض فألمس سماء وردية و نهر يجري بين ذراعي. أسمع صوتك بعيدا يتهجئ حروف اسم إمرأة أخري."

الأحزان. تعلمت أن الرمادي هو سيد المواقف. تعتز بعثراتها كأنها تعويذة فرعونية. تعلم أن جعبة الأوجاع لايزال بها أجنة. متسلحة بشموع زرقاء، دفئ حضوره الأبدي و حفنة بخور .


خريف مبكر

Wednesday, October 08, 2008

1
عندما تشعر أن الوحدة تسيطر علي أحلامها الليلية. تختنق من رائحة هواء تعودت أن تتنفسه وحدها. تفقد الإحساس بأن الغد قد يحمل لها ورودا و فجرا يحمل أمطار. تضيق روحها -التي تشتاق لحضن برائحة البحر- فترتدي تنورتها القصيرة بلون النبيذ الأحمر و جوربها الفيليه الأسود. تترك العنان لشعرها المموج. تدخل إلي القاعة. تبتسم. تأخذ مكانها المعتاد علي الأرض في انتظار دورها.


2
يعلو صوت موسيقي التانجو علي هماستهم. يلتفون في دائرة حول المدربة التي تبدأ الرقصة الجنوبية بأن تضرب بحسم و خفة علي فخذيها لتضبط إيقاع الأجساد. تشير إلي كل راقص بدوره. يأتي دورها فتنهض و في عينيها نظرة تحمل بقايا حب.
علي الإيقاع الساخن تلف و تدور حتي يتلقفها أحد الراقصين بين ذراعيه. تلتفت. يضع كفيه علي خصرها. ينظر في عمق عينيها البنية. تضع كفا علي صدره و كفا علي رقبته. تسند جبهتها علي مقدمة رأسه. يلتصق جسدهما. و يغرقان في الموج اللاتيني.

3

يمتطيان صوت الطبول الممتزجة مع الكمان. يجوبان أنحاء الغرفة في سرعة و رشاقة. تمد يدها اليسري فتلمس جسد الراقصة الأخري. لتنبه هذا الكوبل لبدأ الرقصة الجماعية. تختلط رائحة الأجساد مع صوت أنفاسهم المنهكة. يبدأ التوقف التدريجي للموسيقي. يبتعد الراقصون عن الراقصات. تقترب هي من زميلها تضع يدها علي عضلات بطنه المشدودة و تقص قطعة من قميصه المشرب بالعرق. تضحك و ترفع حاجبيها في دلال. ينظر إلي قميصه الأحمر مشدوها

.
4
تصل إلي منزلها. يسيطر عليها إنهاك مختلط بخدر تعشقه. تغفو في مغطسها الممتلئ بمياه باردة معطرة بزيت ياسمين هاواي. تمد يدها و تشد إليها سلة مليئة بقصاقيص قماش. تضيف إليهم القطعة الحمراء. تقرر أن تخيط منهم فستان جديد للرقص
.

Wednesday, September 03, 2008

إبتهالة ناعمة

(1)
تعشقه- هي- لدرجة الزهد. تتلمس طريقا معرجا تجاه روح تعلم جيدا انها تحلق في سماء تحت سمائها.ولذلك تقاوم رغبة عنيدة في احتضانه بين ذراعيها الواعيتين و رفعه الي زرقتها الرحبة. فهو قد يموت إن تنفس هوائها الذي يحمل رائحة الصندل.
تري الدفء في عينين تحملان تردد العالم كله. تحاول ان تستطنق ما يبعثه إليها من خلال نظرات حانية لوجهها. ترغب في سماع الكلمة منه معطرة بأمل انتعاش عقله في محرابها.

(2)
يحلم بأن يمسد شعرها البني كل ليلة. فيهدأ عقلها الذي لا يتوقف لحظة. و تسترخي روحها علي صدره. فتستسلم لنوبة عشق صغيرة. عندها سيحكم سيطرة قبضته عليها و سيبدأ في قص الزيادات من قماش روحها. فجموح عيناها يرعبه من مصير قد يدمي دنيته الرمادية.
(3)
تنام علي سريرها. تشعل شمعة برائحة التفاح الأخضر. تضع خاتمها الفضي تحت رأسها. تفتح مجساتها و تغلق عيناها.
(4)
يدخل إلي غرفته بعد أن يقبل والدته.يطفئ النور و يقرأ رسالة قصيرة وصلته نهارا منها " قبل ما تنام، إنده عليا في سرك و غمض" ينفذ كلماتها و يستسلم لخدر الأرهاق

(5)
يلتقيان في واد سرمدي. تراه‎
يرتدي ثوبا تتغير ألوانه مع كل إلتفاتة. ترتدي ثوبا بنفسجيا من الحرير الشفاف. يقترب منها و يتلمس تفاصيل وجهها بشوق فتمد أصابعها لتغمض عيناه " كده هتشوفني أحسن"يرتبك و تفقد بوصلة لمساته الدفء. تقترب منه و تلف ذراعيها حول رقبته فيضع رأسه علي صدرها. تشعر بأنفاسه تذوي و جسده يذوب. يبتعد بعد ان يقبل كفيها. تصحو من نومتها علي نسيم بارد برائحة الصندل يقبل شفتيها. فترضي و تبتسم مستقبلة هلال جديد في ليلها

Tuesday, August 19, 2008

مقدمات خريفيه
حشرجة خفيفة في صدرها. برودة كئيبة في هواء سبتمبر.رائحة جوافة بناتي تملأ أركان المنزل.فاكهة مسيطرة! تفرض رائحتها و طعمها علي كل شئ بدأ من الجبنة البيضاء التي تعشقها إنتهاء بزجاجات المياه في الثلاجة.
" حطي حتة فحم في التلاجة هتشيل الريحة"
تدخل الرائحة عبر فتحات أنفها لتصل إلي أبواب ذاكرتها فتلقي بها في موجة عالية من الصور المتلاحقة و الأصوات الصاخبة
صوت القرآن يختلط مع خطوات عالية تتجه نحو فصول الدراسة الثانوية
تحية العلم بصوت أجش و إنذار من وكيلة المدرسة لها لتحدُثها بالعربية بدلا من الأنجليزية
لمسة خفيفة علي كتفها لتنتبه لوجوده خلفها. تنظر إليه فينتقل إشتياق شهور الأجازة إلي إبتسامة.تعطيه نصف ثمرة جوافة ليأكلاها سويا. يجلسان علي دكة خشبية خضراء. يأخذ قضمة صغيرة فتشرق عيناه السودوان بإحساس عذري لا يدري كنهه. ثم يميل بوجهه ناحيتها.
خصلات بيضاء ظهرت في مقدمة رأسها برغم من سنوات عمرها التي لا تتعدي الثلاثين. تسلم جفناها لغفوة حلم نهاري. تمر بلسانها علي شفتها السفلي. لازالت تشعر بطعم الجوافة.
" لا مش عايزة فحم"

Sunday, July 27, 2008

ظلام هامس
!! أقضي إجازتي الصيفية في هذا النشاط.. أكاد أسقط من شدة الإجهاد.. شعري أشعث و لم أرغب هذا الصباح في أي أناقة
"صباح الخير...إنهاردة زي كل يوم"
ستمر الأيام سريعة و سينسوا صوت مللي
---------------------------------------------------------------------
أشعر أن هالتها باهتة هذا الصباح، نبرة حروفها مرتعشة، ليست لها تلك الرنة التي تشجي روحي.‎مثل كل يوم تضع أمامنا مجموعة من التماثيل المختلفة. تطلب مننا أن نتحسس تلك الوجوه الحجرية بأطراف أصابعنا.
-----------------------------------------------------------------------
أجزع عندما أجد إحساس التعاطف يضعف داخل قلبي يوما بعد يوم. يضيق صدري عندما أحاول أن أشرح ماهية الألوان. كيف لي أن أشرحها لنفس الوجوه : فم نصف مفتوح، عيون بلا تعبير محدد، و رأس تميل جهة اليمين.
------------------------------------------------------------------------
ما يريح خيالي قليلا أن رائحتها مازالت كما هي، رائحة زهرة ذقن الباشا عندما تعانق دفء مارس.
" ركزوا، كل واحد فيكو هيعمل تمثال ذي اللي تحت إيدوا بالظبط"
أشعر بإستقامة الأنف تحت أصابعي، جبهة ضيقة و شفاه ممتلئة. كأنه تمثال لألهة. لكنني لا ألتقط أي ذبذبات ألفة من تلك التعبيرات الصماء.
-----------------------------------------------------------------------
أوزع اليوم عليهم قطع من الطين الصلصال. للمرة الأخيرة أحاول أن أرسم في عقولهم ..
" البنفسجي،لون اللافندر..."
يشرعون علي الفور في محاولة نحت روح في الصلصال. الأن، من الممكن أن أغفو قليلا.
---------------------------------------------------------------------------------------
أطلب منها أن تساعدني في تعديل وضع الكرسي. أسترق السمع إلي صوت خطواتها . صوت كعب أنثوي يلمس الأرض بكل خفة. تمسك بيدي اليمني ثم تضع قطعة الصلصال أمامي. يحمل رائحة أمطار ربيعية مفاجئة.
---------------------------------------------------------------------------
أعلن نهاية الوقت. قليل من التماثيل التي صنعوها مماثلة. فقط واحدة أو إثنتين تكاد تكون مطابقة للنسخ الأصلية. أصل لأخر تمثال. ليس له أي علاقة بالنسخة الحجرية. هذه الأنف الدقيقة! الشفاه الصغيرة! أهم أن أعصف
عالمه بسيل من كلمات باردة و لكنه همس إلي قائلا " الخمري. بريحة المسك" ألتفت الي التمثال لأجده نسخة مطابقة من وجهي.


Thursday, July 03, 2008

أبدية هي في ذلك الكون.تؤمن بأنها يوما ما من الاف السنين كانت امرأة برية تسكن احد الكهوف وحدها. في كل ليلة تصل إلي ذروة رغباتها عندما تحلم بحياة سابقة من حيواتها المتعددة. تعلم في كل ليلة أين سترحل و بمن ستلتقي.

فليلة السبت مخصصة للكهانة في معبد مجهول.تمارس طقوس خلود. توقد بخور جاوة الأبيض ذو الرائحة التي تسكر الروح و تعلو بها.تمشط شعرها البني الطويل ، تتلمس تمويجاته اللينة.تنهي صلاتها البكر بسكب ماء وردي اللون علي جسدها الخمري.

الأحد ترتدي ثياب طويلة شفافة.تطوف حول كهف من حجر سندسي اللون.تظل طوال الليل تحاول لمسه أو الأقتراب أكثر فتصيبها إغماءة طويلة. تستيقظ في فراشها غارقة في عرقها الذي فجأة اكتسب رائحة ريحان.

مساء الأثنين تتجه إلي فراشها و هي خائفة.فاليلة ليلة ذئبة عجوز. تجري في صحراء ذات رمال زجاجيةالملمس .تتحسس طريقها إلي عشيرتها. تطلق عويل طويل يشق ليل صحراوي،فتنبثق شمس فضية من خلف كثبان رملية تتخذ شكل زهرة الخزامي. ينعكس الضوء علي وجهها فينقسم إلي ألاف الأطياف الملونة.

غجرية فقدت بصرها. تقرأ الكف في ليالي الثلاثاء. تتحسس الخطوط الدقيقة في كف خشن الملمس، ذو أصابع طويلة. تحدثه عن حب قديم يعود إليه، ترشف قهوتها و هي تستمع إلي هدير بحر في قوقعة صغيرة. تطلب من السائل أن يضع قليلا من زيت أحمر علي جبينه. لا يجيبها. تشعر بأنفاس تقترب من وجهها. بالكف يتحسس ملامحها. تنتفض من نومتها. علي شفتيها طعم قبلة أولي.


الليلة مليئة برائحة ناعمة. تجد نفسها وردة بلدية. ذات عطر كثيف تملأ هواء الليل بعشق سري. تختبئ بين دفتي كتاب.‎ ‎‏ ترقد في نعاس دافئ. تشتاق إلي أنامل الحبيب الذي يرفعها إلي شفتيه‎ ‎‏.تفقد طرواتها و يظل عبيرها معبأ في ذاكرته.

في الليلة قبل الأخيرة، تري نفسها ورقة صفراء مطوية، منسية في دولاب خشبي.‎ ‎كل ليلة خميس تغلق عينيها بشدة و تمتم ترنيمة علها تنجح في قراءة الأسطر المكتوبة بحبر أزرق داكن. تنفتح الشبابيك و تدخل نسمات صيفية إلي الغرفة. تطير الكلمات من الورقة.تهرب إلي السماء.


.‎ ‎ أصوات ذكر و مديح تقترب دقات دفوف و صوت ناي ينادي عليها. الجمعة ,تحتضن-هي- وسط الراقص بقوة، تحفزه أن يلف و يدور حتي تمتزج ألوانها. تبكي. فيغرق المكان في الألوان و تظل هي بلا خطيئة

Monday, June 30, 2008

أوراد مداوة

تحتويني في حضن مشبع في كل مرة ألتقيها تمتص مخاوفي و تلقيها بعيداًعن روحي .ربما ترتد هذه الشكوك مرة أخري إلي قلبي بعد ذهابها و لكن حصن من الأمل يظل معي كهالة غير مرئية لكن ملموسة في كل لفتاتي


عشقا لروح نورانية يعصف بمرفأها. يأخذ من عينيها بريقا دافئ. ينهل من روحها ليضئ ظلامه. و عندما يعبر الطريق إليها و يلمسها يلقي بها في عمق غيمة رمادية.
تحاول هي جاهدة أن تزيح الأفكار السوداء التي تهاجمها بشراسة من يعلم جيدا نقاط ضعف عدوه.تأتيها في أوقات غير معلومة فتجعلها مشتتة المشاعر لا تعلم اذا كانت لازالت تتنفس أم تحولت إلي كائن أثيري ماعادت تهمه هذه الصفات الدنيوية.تتسلل أصابع يدها اليمني في هلع و تقبض علي المعصم الأيسر باحثة عن دليل الحياة."متخافيش انتي لسه معانا"أقولها أنا بهدوء من مر بتلك الآلام من قبل علي أبث راحة مؤقتة في قلب الشاعرة."أحنا مش اتفقنا؟ما تطاوعيش الغيمة". تدمع عيناها و تحاول أن تأخذ نفسا عميقا لتطرد به بضعة أشباح.



أجلس في الشرفة، أسدل الستائر . أطفئ النور. بعد منتصف الليل أذوب في ظلام ليلة تشهد هلالا نحيلا. فقط، أري أمامي أنوار قادمة من المقطم، عواء يكسر الصمت للحظات قصيرة. أحاول أن أنظم أنفاسي/ضربات قلبي المتلاحقة. تمد الشاعرة يديها نحوي. تربت علي كتفي. تمرر عبر كفها قليل من الأمان. ذلك الأحساس الذي لا يكفيها وحدها و لكنها تحاول إقتسامه بيننا. أبكي لها حرية لا أستطيع إحتضانها. دموع تئن برغبة مؤلمة في تنفس هواء يحمل فقط رائحة عطري. أرتجف في ليلة صيفية و بإيعاز من كلماتها أحاول أن ألملم أجزائي المبعثرة.


نذهب إلي مداوية الأرواح . تفتح لنا أبوابا من الأحلام البنفسجية و تضع علي جباهنا زيتا برائحة الصندل. تلقي ببسمتها
علي قلوبنا. تحنو علي أوجاعنا بصوت هادئ يفيض أوراد مداوة. ترسم علي أيدينا أفقا فضيا و أمطارا
Dedicated To Sahar And Fatma...Thanks for being in my life..

Wednesday, June 18, 2008

(1)

تحمل ملامح مختلطة. ذات شعر أسود طويل يطول مؤخرتها. تتحدث المصرية التي تحمل بين طياتها جمل
إنجليزية ذات لهجة أمريكية ناصعة. في سيارتها السوداء تستمع إلي موسيقي البلاك ميتال.

(2)
ترتدي البالطو الأبيض . تصل إلي المشرحة. تختنق من رائحة الفورمالين. تستند إلي الحائط و هي تغمض عينيها تفاديا لمشهد عم سيد و هو يسلم قلب رمادي للطبيب الذي يتسلمه بعينين تحمل رائحة الثلج. يفتح القلب و يشير " القلب فيه أربع حجرات يا دكاترة" تجرجر أرجلها خارج المكان.

(3)
أهديها توليفة بخور شرقية، شموع حمراء و جعران أزرق. تزيح كل الأشياء جانبا. تمد يدها و تعلق الجعران في سلسلة فضية و تتركه يعانق رقبتها.
" عايزة أشتري ألوان" أبتسم و أنا ألف المبخرة فوق رأسها فتضحك عيناها ثم تدمع روحها.

(4)
أمام جامعتها تفترش الأرض. تتوسط دائرة مكونة من علب ألوان و الفرش.باللون الأبيض ترسم دائرة كبيرة ثم ترسما خطا أفقيا يقاطع خطا رأسيا. بلون أزرق فاتح تلون أول ربع . ترسم شجرة برتقال في الربع الثاني. ثم تضيف زهرة بنفسجية و شال أحمر لتكمل كل الأجزاء. تبتسم إبتسامة منهكة و هي تقول " القلب يا ناس فيه أربع حجرات
Dedicated to Iman Qoutb...".

Monday, June 09, 2008

وجدت نفسها غير أبهة بكل العيون المحدقة بها. في قلب الغرفة الواسعة و قفت تنظر إلي كل الفساتين اللامعة. الأبتسامات الشمعية. القبلات الباردة المتبادلة.

أتلمس الحوائط في تلك الحارة الضيقة، أتشمم رائحة البخور القادمة من بيت الله.

مازالت واقفة بعينين يتحجر فيهما دمع مقهور. لا تسمع موسيقي الفالس. لا تري خطوات الراقصين من حولها.

أشتاق إلي دفء شمس صباحية تحن علي وجهي الباهت بقليل من حمرتها. أشتري الكحل لأكحل به عيني قبل النوم. أقرر أن أشرب كوبا من الشاي السريؤسي.

نظرة عين ذاهلة محاطة بقليل من سواد جذاب يزيد عمق سوادها. ترفض كل دعوات الرقص. تقرر ألا تتبع خطواتهم. تبتسم من فرط ميكانيكة قلوبهم.

أهة طويلة تحتل مكان قلبي. أتوق إلي كتف أسند عليه جبهتي لعلي أغتسل من أوجاع الروح ببضع دمعات. أشتري سوارا فضي عريض مزين بحجر لازورد وحيد في المنتصف و شال بلون بحر ثائر
.
تترك المكان .
تتجه إلي البلكونة الغربية. تخلع ملابسها قطعة قطعة علي أنغام دفوف قادمة من عمق عقلها.
تلف جسدها بشال أزرق. تعبر الغرفة.تفتح النافذة الشرقية. تسقط الشال، تحتضن جسدها و بعيون واثقة تنتظر بزوغ نهار يخضبها.


حنا۶


-1-
ارتدت أزهي ألوانها. صففت شعرها كرلي لتضفي علي وجهها شيئًا من الشقاوة و الجاذبية. ابتسمت لهاتين العينين في المرآة التي انعكست فيها فرحة طفولية.
تدخل المقهي في الميعاد المتفق عليه. مازالت تحتفظ بتلك العادة: الوصول عشر دقائق قبل الجميع حتي تقيم جسور ألفة وتحكم سيطرة روحها علي المكان. أخذتها كلمات الأغنية الفرنسية بصوت سيلين ديون:
" اتعلمت الرقص،
وقصيت شعري،
وتقريبًا لسه بحبك."

"يا تري اتغير أد إيه؟ لسة صوته هادي وضحكته مليانة وعود؟" نجحت في منع دموع اشتياق لصفاء تلك الحالة، ابتسامات لطيفة، ورغبة في إطالة الحديث عن واجب الفيزياء.



-2-
إرتدى قميصًا زيتي وبنطلونه الجينز المفضل. نظر في المرآة. مد يده يداري بضع شعيرات بيضاء وسط سواد شعره الفاحم. أخذ نفسًا عميقًا.
أدار سيارته. أرسلته رائحة عقد الفل الذي اشتراه من الإشارة مساء الأمس إلى تلك الأيام. "يا ترى لسة وشها بيحمر لما حد يشكر فيها؟ لسة سنتها مكسورة و بتتفأل بيها؟"امتلأ قلبه بشغف افتقده منذ انتقطعت لقاءاتهما.



-‏3-
رفعت رأسها لتستقبله. علمت بوصوله عندما غمرتها رائحة الفل. جلس في المقعد المقابل لها بعد أن سلم علي بقية أصدقاء مراهقتهما المنهمكين في الضحك. في ملامح وجهه دهشة على مرور ثماني سنوات على آخر لقاء لهما ولا تزال عينيها تحمل غموض روح جامحة وخجل مكبوت.

"هي ليه عينيه ما بتلمعش وروحه هربانة منه!" همست لنفسها متعجبة. تعلقت عيناه فجأة بباب الدخول عندما دلفت فتاة في العشرين من عمرها. اقتربت الفتاة واضعة يدها علي كتفه الأيسر. ابتسم قائلاً: "أعرفكم على ندى.. مراتي".
ابتسمت كاشفة عن سنتها المكسورة ساحبة أصابع يدها التي كانت تتسلل نحو كفه
.

Monday, May 26, 2008


Date : 25/5/2008

Newspaper: Daily El DOSTOR

Status: On the Cloud # 9!


Wednesday, May 14, 2008

سيراميك لامع،طرقات، حوائط. كلهم يحملون لون بالطو الطبيب. كأنه إله يمر بحالة ملل، فأضفي لونه المفضل علي أملاكه. أحدق في هذا اللون في محاولة سحرية مني لتحويله،ربما الأخضر أفضل.

تنادي الممرضة الآسيوية إسمي بميكانيكية. لا أنهض إلا عندما أسمع اسمي للمرة الثالثة في تكاسل ممزوج بخوف. أقترب لأزين التذكرة الباهتة بتوقيعي فأنفر من رائحة الديتول المنبثقة منها.

يرتدي نظارة Frame Less. شعره خفيف. ملامحه كأنهامنحوتةفي صخرة

. يأمرني بحركة من يده اليمني و رأسه بأن أتجه إلي السرير. أتمدد في تململ. يرفع ملابسي فجأة، دونما إستأذان يضع جيل بارد ناحية قلبي. يمرر السونار علي جسدي فأسمع دقات قلبي بوضوح يملأ أركان الغرفة. أصداء الصوت تتمكن مني. أغمض عيني و أستدعي إلي ذاكرتي حضن دافئ .
أرسم في خيالي مربعات و دوائر. أقفز من دائرة لأخري. أحاول عد المربعات لكنها تتلاعب بي و تقفز معي.
" زي الفل. كل اللي فيكي توتر".
"الحمدالله"
الفل يحمل نفس اللون! لن أعلق عقود فل أبدا في سيارتي!
أتجه مباشرة إلي عملي. أدلف إلي العيادة. أرتدي البالطو. أستقبل أول مرضاي بإبتسامة عريضة
" من بكرة هأدهنها..يمكن أخضر
”!_

Wednesday, May 07, 2008

يا بنتي إفهمي.”
" "بنتك؟"
"بطلي عند.إنت لا جامدة ولا بتاع"
.لماذا نملك مشاعر انتحارية.وصلت إلي قلبي فكرة.يبدو اننا نتلذذ بالألم.

رائحة قهوة،بخار يتكثف علي الزجاج الداخلي للمقهي ذو الطابع الأمريكي. أمارس هوايتي المفضلة.مشاهدة سينمائية من خلف الزجاج، شفاه تتحرك،و انفعالات وجوه أصنع منها حدوتة ترضي فضولي! أمطار فبراير لم تنقطع منذ ليلة أمس.

أمس؟كان وداعا حتميا.أنتظر وقوعه منذ أن احسست تردد مشاعرك نحوي.أطفئ رابع سيجارة لي هذا الصباح.لا أدخن.و لكنني كنت قد إبتعت علبة من ماركتك المفضلة،لأستمتع برائحتها عندما تغمرني نوبة اشتياق.
اما هذا الصباح فأنا مستمتعة بمشاهدتها تحترق.
فأناتلك المجنونة التي تؤمن بأحلامها الليلية أكثر مما تراه طوال النهار. تستمع لرادارها الداخلي في الحكم علي البشر و تبعد بروحها عن شرقيات مسلم بها!
أما انت،وسامة عينيك وجاذبية ابتسامتك أعمتني عن رجل فضل فص مخه الأيسر و تناسي الأيمن.
"من فضلك،عايزة شاي في كباية شفافة و شغل مزيكا عربي".إبتسم الجرسون في مودة.و سرعان ما ملأ صوت فيروز المكان.

إنت اللي بكرهه
و اللي بحبه“إنت

.هأنا استمتع بصباح تملؤه َبركة الأمطار.اعتصر ذاكرتي محاولة استعادة ملامح وجهك فلا يأتيني سوي سور حديدي صدئ

Monday, May 05, 2008

أكره،
رائحة صالات السفر.
حقائب متخمة،
بذكريات مغادرة.
بملابس عالقة بها،
رائحةالأحباب.

في سيارتي،
أستمع للحن ينبض بالحنين،
بالأشتياق الموجع للحضن،
منذ لحظة أولي لوحدة آتية.
بعد وداع مشبع بالدموع

Friday, May 02, 2008

شهران متصلان. لم أسمع منك حرفا أو تحتضنني أناملك. أوحشني عطر زهرة ذقن الباشا الذي تضعينه عندما تكونين معي. أراك تدورين في دوائر حزينة حولي. هواء غرفتنا ما عاد يحمل رائحة بخور الصندل. أقيم في مكاني ساكنا. أري أصابعك المشتاقة تهم بأن تتلقفني و لكنها تخذلني في أخر لحظة. و أظل أنا أقاوم ألم البعد.


. لماذا لا تعودي إلي اللعب معي؟ تنفضين عني التراب. تفتحين مسامي و عيوني علي عالمك. نتلمس سويا سحر الحكايا. تلقين بثورتك علي جسدي. فأحتضن مخاوفك قبل أحلامك. تغضبين مني فتلقين بي بعيدا. .ثم أمتص حروفك المدمجة في سماء صافية. أنا في إنتظارك. غير
عابئة بملامحك الذابلة. لأنني أعلم أنك ستلفين إيشاربك البنفسجي حول رقبتك. تعودين إلي. نرقب ، برتقاليا باهتا يغزو الأزرق


ورقة و قلم

Saturday, April 26, 2008

الهوا ساقع و ما يشجعش علي أي نشاط إنساني.انا من مواليد الشتا و مع ذلك انا إبنة غير بارة و متمردة علي غيامه,يملاني شجن و وحدة مهما كان حواليا ناس.

ظبطت كباية كاكاو-كباية شفافة مش مج سيراميك يخبي الدفا عني-و قفلت عليا باب آودتي.الدنيا تلج برة فقررت إني اقرا واحدة من رواياتي المفضلة اللي مكانها تحت مخدتي,"نون" لسحر الموجي.

"نون"هتخليك تشوف مع سارة-بطلتي المفضلة-إن فعلا "لسه في سحر في العالم" في أبسط الحاجات,قعدة علي النيل و القمر بدر،حضن دافي،أغنية بتحبها.

سامحوني أنا مش ناقدة،بس حبيت الحالة اللي بعيشها مع سارة/نورا/دنيا/حتحور. لو طالباها فلفسة هقولك ان الأربع ستات دول كيان واحد و مراحل خبرة و مطبات لخبطة في حياة أي حد فينا.

لو طلباها بساطة و عمق هقولك أن الحميمية و التمرد في الرواية دي ممكن يلعبولك في تلافيف دماغك و يظبطولك الفيوزات اللي صدت من الهم!

هقولك انها بتعزف علي وجعي و وجعك بمنتهي الرقة و تخليك تحبه عشان الألم بيطهرك و يخليك تغير مقاس نضارتك و تشوف الحكاية اوضح والتفاصيل ملونة.

انا عن نفسي، لقيتني في كل واحدة فيهم.
تهت مع احزان و انتصارات سارة الليبرالية.بكيت مع دنيا اللي لسة بتدور علي نفسها جواها عشان تعرف تحتوي اللي براها.و غضبت من نورا اللي مصرة و مصممة انها تقتل كل حاجة حلوة جواها.

بعدين بقي قلت يا بت الحكاية هنا غويطة أوي جوانا.كأن سحر مسكت ألمنا بقلمها و حررت ارواحنا من شوية اشباح كاتمة أصواتنا.

و كل ما أقرا أكتر احس بباب المعبد بيبان من بعيد و بأن سلم الكهانة يقطع النفس آه! بس بيحضن روحك، ينضفها و يرجعها شفافة.

الدفا اللي في كلام دنيا و سارة و نورا ، الحكمة و الحنية اللي في عيون حتحور.كل ده غرقني في أمان و ثقة إن بكرة هيبقي أحلي و أدفا.قفلت الرواية و قبل ما أنام سمعت صوت جوايا بيقولي "السحر و الدفا جواكم كلكم..دوروا عليهم و نفضوا التراب
."_

Thursday, April 17, 2008

رغبات بنفسجية.
تسكن,
سحابة هشة.

فقط تنتظر.
باب موارب
او
شباك يطل علي بحر فيروزي.

تكره
صبري
و عيوني المتكلم صمتها.

تتمرد –علي- أحيانا.
فتقفز عاليا
ترتد من علي الأرض.
و بكامل عنفوانها
تستكين في قلبي
غير أبهة
لدماء تسيل
أو خدوش تملأ وجهي

Tuesday, April 15, 2008

أجلس معه في هذا المقهي المستورد. محاولة باهتة للعثور علي من يشاركني تلوين أحلامي التي مازالت مرسومة بقلم رصاص. يأتي الجرسون الغارق في اللون الأصفر زيا و جلدا. أحاول أن افتح حديثا من عقلي لعقله متغاضية عن تفحصه لجسدي.أشعر أنني عارية.ألبس الجاكيت الجينز. لا فائدة! يأتي الجرسون بعصير البرتقال الذي طلبته. أنزع الماصة و أشرب من الكوب مباشرة. “لابس بدلة و كرافت في الحر ده”

هذه هي المرة الثالثة التي أقابلها فيها. و في كل مرة تأتي بملابسها الكاجوال. تحمل وجها خالي من المساحيق عدا كحل عينيها. شيئا في نظرتها المباشرة إلي عيني يذهلني. عايز
“decaffeinated American coffee"‎.

“إيه التناكة دي" كاد أن ينطلق السوط الذي أحمله في فمي.!

أبادرها بالسؤال عما تفعله في وقت فراغها. فتجيبني بهدوء بأن وقتها لا يحتضن أي فراغ! أين سأكون أنا علي خريطتها إذن
.
يرن هاتفه المحمول. فهمت من المكالمة أنها إمرأة كبيرة في السن. علمت أيضا أنها ستقابله او سيقابله أحد ما هنا من بعدي. ظل يسترق النظر إلي الفتاة المجاورة. و تهرب عيناه من ملاقة عيني.

أرشف القهوة. تجترع العصير! " كمان بتدخن" همست لنفسي. تنفث دخانها في دوائر ثم تمد سبابتها- الذي ترتدي فيه خاتم فضة تركي- لتقطع دوائر الدخان و تعبث بإنتظامها.

"أول و أخر مرة" تصيح النسخة المصغرة مني التي تجلس علي كتفي الأيسر. أبتسم إليه و لكنه يظل علي حاله. عاقد لذارعيه أمام صدره.صامتا.
" طيب. أنا هأقوم." أقولها و أنا أترك 10 جنيهات علي المائدة. ينظر إلي. و يرفع يده ملوحا. أخطو إلي الخارج. أري سيدة في العقد الخامس ترفع يدها و تبتسم ناحيته. في يدها اليمني فتاة ذات وجه أحمر. ترتدي عبائة سوداء. أضحك و أقرر أن أبتاع علبة ألوان 36 لون._



كلاكيت

Wednesday, April 02, 2008

-1-
ارتدت أزهي ألوانها. صففت شعرها كرلي لتضفي علي وجهها شيئًا من الشقاوة و الجاذبية. ابتسمت لهاتين العينين في المرآة التي انعكست فيها فرحة طفولية.
تدخل المقهي في الميعاد المتفق عليه. مازالت تحتفظ بتلك العادة: الوصول عشر دقائق قبل الجميع حتي تقيم جسور ألفة وتحكم سيطرة روحها علي المكان. أخذتها كلمات الأغنية الفرنسية بصوت سيلين ديون:
" اتعلمت الرقص،
وقصيت شعري،
وتقريبًا لسه بحبك."

"يا تري اتغير أد إيه؟ لسة صوته هادي وضحكته مليانة وعود؟" نجحت في منع دموع اشتياق لصفاء تلك الحالة، ابتسامات لطيفة، ورغبة في إطالة الحديث عن واجب الفيزياء.



-2-
إرتدى قميصًا زيتي وبنطلونه الجينز المفضل. نظر في المرآة. مد يده يداري بضع شعيرات بيضاء وسط سواد شعره الفاحم. أخذ نفسًا عميقًا.
أدار سيارته. أرسلته رائحة عقد الفل الذي اشتراه من الإشارة مساء الأمس إلى تلك الأيام. "يا ترى لسة وشها بيحمر لما حد يشكر فيها؟ لسة سنتها مكسورة و بتتفأل بيها؟"امتلأ قلبه بشغف افتقده منذ انتقطعت لقاءاتهما.



-‏3-
رفعت رأسها لتستقبله. علمت بوصوله عندما غمرتها رائحة الفل. جلس في المقعد المقابل لها بعد أن سلم علي بقية أصدقاء (طفولتهما/مراهقتهما) المنهمكين في الضحك. في ملامح وجهه دهشة على مرور ثماني سنوات على آخر لقاء لهما ولا تزال عينيها تحمل غموض روح جامحة وخجل مكبوت.

"هي ليه عينيه ما بتلمعش وروحه هربانة منه!" همست لنفسها متعجبة. تعلقت عيناه فجأة بباب الدخول عندما دلفت فتاة في العشرين من عمرها. اقتربت الفتاة واضعة يدها علي كتفه الأيسر. ابتسم قائلاً: "أعرفكم على ندى.. مراتي".
ابتسمت كاشفة عن سنتها المكسورة ساحبة أصابع يدها التي كانت تتسلل نحو كفه
.

Wednesday, March 19, 2008

إهداء

إلي روح....الزميل.....الصديق......حمدي رياض


تهويدة
بمجرد أن خطوت داخل ذلك المنزل الصغير، تصفحت أركانه و تفاصيله الحميمية. انتابتني حالة راحة ممزوجة بإنتماء .إفترشت الأرض في غرفة ينبعث الدفئ من حوائطها.

"الأبواب الحزينة مش سهل تتقفل بالسرعة دي،ما تضحكيش علي نفسك و لازم تبقي في حالة وعي ان صاحبك هيوحشك و تعرفي انه في مكان أحسن" قالت صاحبتي بصوتها الهادئ وهي تستند بظهرها علي مكتبتها التي تمتلئ بالكتب و رموز الذكريات.
أحسست بكلماتها تقبض علي مشاعري التي كنت قد بنيت حولها سياج طوال الشهور الماضية.

تذكرت تلك المكالمة الهاتفية التي تلقيتها من زميلة الدراسة التي لا أسمع صوتها سوي في الأحزان،فهمت سر نهنهاتها و أغلقت هاتفي حتي أتفادي سيل المكالمات الباكية.

أدرت سيارتي وحاولت أن أذوب في زحام البشر."أنا بأعشق فسحة السيما" رنت كلماتة في أذني فوجدت نفسي أمام شاشة العرض،أدبدب بقدمي علي الأرض مع نغمات فيلم(ما تيجي نرقص(.خرجت في حالة انتشاء هيرويني. و اقنعت نفسي ان الحال لم يتغير."هو لسةفي أوروبا" قلتها بصوت عالي و أنا أتعثر أثناء محاولتي تفادي السيارات القادمة من الأتجاه الأخر.

" الألم بيطهر أرواحنا" أفقت علي صوتها كأنه يربت علي كتفي. حاولت ان أزيل توتري بأن أترك تلك النسمة الباردة تلسعني علها تمنع تلك الدموع المصرة علي الحضور.

"عارفة،و بعدين انا اديت لنفسي فرصة للحزن" رددت بعناد كاذب أحسته هي بتفهم من خاض نفس التجربة.احتضنتني برفق وانا أودعها.

في طريق العودة وجدت نفسي في طريق صلاح سالم و لأول مرة منذ قرابة العام وجدتني لا أشيح بوجهي عن منزلك بل أنظر إليه،أتذكر سخريتك المريرة ، نكاتك عن الدنيا،البلوفر السماوي الذي كنت تصر علي ارتدائه في الأمتحانات. أحتمي بمفتاح الحياة الفضي الذي أعلقه
في صدري و أبكي

Sunday, March 09, 2008







شاليه واسع يطل علي البحر.لا توجد ستائر.تجلس علي أريكة حمراء.تستمع لموسيقي فيفالدي.رائحة قهوة بالحبهان تملأ الأجواء المشحونة بموجات انتظار.

تصب لنفسها فنجان القهوة الخامس. "علي ما أمزمز فيه.يكون و صل."عقلها غارق في بحر من وحدة تتمني-هي-أن يأتي ميقات احتضارها.

هي متوسطة الطول،ذات جسد أنثوي يلفت الأنتباه،تتباهي به أحيانا.لكن،غالباما تختبئ خلف ملابس كاجوال ذات ذوق أوروبي بسيط. في عينيها حدة. تمارسها لتداري بها خجل دائم يغلف حتي أبسط لفتاتها.

تعلن الساعة الحائطية مرور ساعتين من الأنتظار.تنهض بعصبية شديدة " كفاية عليك كده يا فيفالدي". سكون مرعب.

تصب مجددا فنجان قهوة و تضيف عليه كثيرا من السكر.تجاول الأتصال بهاتفه المحمول فيأيتها الصوت البارد “ هذا الرقم خارج النطاق”.
تلقي بهاتفها الفضي بعيدا. تغير جلستها.تدير مزيكا تركية لا تفهم من كلماتها حرفا.لكن صوت الناي الممتزج مع القانون يطهر هالتها من رواسب
أحزان قديمة.

يدق جرس الباب. تشعركأنهاكانت تلهث وراءقطار

" شاليه 2أ؟"
."لأ ده 2ب" ترد بصوت خافت. تدير ساعة الحائط إلي الناحية الأخري.

يرن هاتفها و تسمع صوته كأنه قادم من بئر عميق
" 5 دقائق و أكون عندك".
تشاهد بدايات غروب من نافذتها.تسرح طويلا،مع عقارب ساعة يدها.ترشف من كوب اللبن المضاف إليه قليلا من الويسكي. تخرج،لتراقب عن قرب هطول أمطار ربيعية تودع شتاءا رماديا

Tuesday, February 19, 2008

قشعريرة
في شتاء ديسمبر
أعشق،
ملمس المطر علي وجهي.
.حين تقرر
إلهات الحب و الولادة.
غسل أعمالنا الرمادية.
بمياه مقدسة
لها رائحة التراب

.يصل إلي شفتاي
مزيج رمان ُمسكر.
رعشة تتملك قلبي
-ذلك اللاهث!

إلتياعی
-لحياة حرة-
يلف ذراعيه حول جسدي.
فأستكين
ببعض من دفء.

أطيافي البيضاء
تلاحق
دخان أسود.
و علي جسر لامع
ينتظران
شفاعة نجمة من الكريستال
قادمة من البر الشرقي

في ديسمبر،
تتجدد مخاوفي.
من يوم قد يأتي.
لا أجد فيه
كلمات فضية
أخطها علي أوراقي
أو
حبر ينفذ
و أنا أختم
إحدي ترانيمي.
فيتوه العشق,
ينسي ملامحي.ويظل حضني.. مهجور
تمردحزين
تستيقظ من نوبة نومها الطويلة في حالة اشتياق لموسيقي الغجر.عاشقة هي للصوت الخشن الممتزج مع نغمات الجيتار الخشبي يبكون معا
وطناً مغترباً او حبيباً بعيداً.ترقص مع الأيقاع،تلف و تدور بجسدها الجذاب. تعرف جيدا متي تلقي بالوردة الحمراء من خلف أذنها و متي تقف ثابتة مع سكتة في الأيقاع.رافعة رأسها و رقبتها مشدودة في شموخ ناحية الشرق. جدران المنزل ترتج مع كل صرخة يطلقها الغجري في لوعة فيهتز جسدها في نشوة. ترتمي علي الأرض تلتقط أنفاسها. تغلق عينيها و تبكي فرقصها مباح و لكن دموعها لؤلؤ مجدول محرم علي البشر مجرد رؤيته. تحتضن بقايا مشاعرها و تنظر في المرآة. تنعكس صورة سماء تعانق فجراً بنفسجيا و تمتطر ورود بألوان قوس قزح

Saturday, January 19, 2008

وأنا كل ماوزن
الاقى لسه ناقصلى حته
احط حته
تقل حته
واجيب قميص
تضيع جاكتة
واعيشلى ساعة
يفوتنى ستة
وكل ماوزن الاقى ناقص
أقول بناقص لو هيا حته
اتارى لسه
ولسه باقىسنين وحته
وحاجات تسبنى
وحاجات تاخدنى
لحاجات تخبط فى كل حته
وأقول هنفرح
فى يوم هنفرح
ويوم ما نفرح
على الله يفضل
فى القلب حته
كلمات : على سلامة
الحان وغناء : وجيه عزيز

Tuesday, January 15, 2008

صحيت من النوم مرهقة و تعبانة, بس لازم انزل الشغل...زقيت نفسي من علي السرير و رشيت جسمي بمية باردة يمكن أفوق, نزلت من البيت. فتحت كاسيت العربية اسمع سيلين ديون يمكن تروق مزاجي المتعكر و تديني طاقة أواجه بيها موال كل يوم! دخلت امضي حضور عند المديرة, و مقدرتش ارفع نضارة الشمس لأني مش قادرة اركز في عنين حد...
- " صباح الخير"
- " و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته"
انهاردة بالذات مش قادرة اتناقش في ان صباح الخير تودي النار!
اخدت بعضي و طلعت علي العيادة...دفنت نفسي في حالات الحشو و الخلع...
اتلفتت علي الممرضة و هي بتنضف الألات و قالتلي:
-" انتي طيبة أوي يا دكتورة! غير شكلك خالص! لو تسمعي كلامي في الموضوع اياه هتدخلي الجنة حدف!"
ابسمت و سكت...ماهو اصلها كل يوم و هي ماشية تاخد قطن من بتاع الحكومة لشغلها بليل!
عديت علي الصيدلانية بس هي اول ما لمحتني غطت وشها و رسمت ال 111 ما بين حواجبها, اخدت علب الدوا من علي المكتب...
- " شكرا"
- " العفو عند الله يا دكتورة, هو الهادي للطريق القويم."
المرة دي ...سكت و ضحكت, اصلها رجعت لسابع نومة.
خرجت من الصيدلية علي مديرة قسم الأسنان علشان اسلم الادوية في معادها...لقيتها جايبة سيرة نص ستات الشغل اصحابها و حبايبها, اول ما شافتني بصتلي من فوق النضارة بكل قرف...
- " يا دكتورة! طولي قميصك! و وسعي بنطلونك شوية!"
المرة دي بأه...برضه سكت!
اصل ده مش قميص! دي بلوزة
!