Monday, June 30, 2008

أوراد مداوة

تحتويني في حضن مشبع في كل مرة ألتقيها تمتص مخاوفي و تلقيها بعيداًعن روحي .ربما ترتد هذه الشكوك مرة أخري إلي قلبي بعد ذهابها و لكن حصن من الأمل يظل معي كهالة غير مرئية لكن ملموسة في كل لفتاتي


عشقا لروح نورانية يعصف بمرفأها. يأخذ من عينيها بريقا دافئ. ينهل من روحها ليضئ ظلامه. و عندما يعبر الطريق إليها و يلمسها يلقي بها في عمق غيمة رمادية.
تحاول هي جاهدة أن تزيح الأفكار السوداء التي تهاجمها بشراسة من يعلم جيدا نقاط ضعف عدوه.تأتيها في أوقات غير معلومة فتجعلها مشتتة المشاعر لا تعلم اذا كانت لازالت تتنفس أم تحولت إلي كائن أثيري ماعادت تهمه هذه الصفات الدنيوية.تتسلل أصابع يدها اليمني في هلع و تقبض علي المعصم الأيسر باحثة عن دليل الحياة."متخافيش انتي لسه معانا"أقولها أنا بهدوء من مر بتلك الآلام من قبل علي أبث راحة مؤقتة في قلب الشاعرة."أحنا مش اتفقنا؟ما تطاوعيش الغيمة". تدمع عيناها و تحاول أن تأخذ نفسا عميقا لتطرد به بضعة أشباح.



أجلس في الشرفة، أسدل الستائر . أطفئ النور. بعد منتصف الليل أذوب في ظلام ليلة تشهد هلالا نحيلا. فقط، أري أمامي أنوار قادمة من المقطم، عواء يكسر الصمت للحظات قصيرة. أحاول أن أنظم أنفاسي/ضربات قلبي المتلاحقة. تمد الشاعرة يديها نحوي. تربت علي كتفي. تمرر عبر كفها قليل من الأمان. ذلك الأحساس الذي لا يكفيها وحدها و لكنها تحاول إقتسامه بيننا. أبكي لها حرية لا أستطيع إحتضانها. دموع تئن برغبة مؤلمة في تنفس هواء يحمل فقط رائحة عطري. أرتجف في ليلة صيفية و بإيعاز من كلماتها أحاول أن ألملم أجزائي المبعثرة.


نذهب إلي مداوية الأرواح . تفتح لنا أبوابا من الأحلام البنفسجية و تضع علي جباهنا زيتا برائحة الصندل. تلقي ببسمتها
علي قلوبنا. تحنو علي أوجاعنا بصوت هادئ يفيض أوراد مداوة. ترسم علي أيدينا أفقا فضيا و أمطارا
Dedicated To Sahar And Fatma...Thanks for being in my life..

Wednesday, June 18, 2008

(1)

تحمل ملامح مختلطة. ذات شعر أسود طويل يطول مؤخرتها. تتحدث المصرية التي تحمل بين طياتها جمل
إنجليزية ذات لهجة أمريكية ناصعة. في سيارتها السوداء تستمع إلي موسيقي البلاك ميتال.

(2)
ترتدي البالطو الأبيض . تصل إلي المشرحة. تختنق من رائحة الفورمالين. تستند إلي الحائط و هي تغمض عينيها تفاديا لمشهد عم سيد و هو يسلم قلب رمادي للطبيب الذي يتسلمه بعينين تحمل رائحة الثلج. يفتح القلب و يشير " القلب فيه أربع حجرات يا دكاترة" تجرجر أرجلها خارج المكان.

(3)
أهديها توليفة بخور شرقية، شموع حمراء و جعران أزرق. تزيح كل الأشياء جانبا. تمد يدها و تعلق الجعران في سلسلة فضية و تتركه يعانق رقبتها.
" عايزة أشتري ألوان" أبتسم و أنا ألف المبخرة فوق رأسها فتضحك عيناها ثم تدمع روحها.

(4)
أمام جامعتها تفترش الأرض. تتوسط دائرة مكونة من علب ألوان و الفرش.باللون الأبيض ترسم دائرة كبيرة ثم ترسما خطا أفقيا يقاطع خطا رأسيا. بلون أزرق فاتح تلون أول ربع . ترسم شجرة برتقال في الربع الثاني. ثم تضيف زهرة بنفسجية و شال أحمر لتكمل كل الأجزاء. تبتسم إبتسامة منهكة و هي تقول " القلب يا ناس فيه أربع حجرات
Dedicated to Iman Qoutb...".

Monday, June 09, 2008

وجدت نفسها غير أبهة بكل العيون المحدقة بها. في قلب الغرفة الواسعة و قفت تنظر إلي كل الفساتين اللامعة. الأبتسامات الشمعية. القبلات الباردة المتبادلة.

أتلمس الحوائط في تلك الحارة الضيقة، أتشمم رائحة البخور القادمة من بيت الله.

مازالت واقفة بعينين يتحجر فيهما دمع مقهور. لا تسمع موسيقي الفالس. لا تري خطوات الراقصين من حولها.

أشتاق إلي دفء شمس صباحية تحن علي وجهي الباهت بقليل من حمرتها. أشتري الكحل لأكحل به عيني قبل النوم. أقرر أن أشرب كوبا من الشاي السريؤسي.

نظرة عين ذاهلة محاطة بقليل من سواد جذاب يزيد عمق سوادها. ترفض كل دعوات الرقص. تقرر ألا تتبع خطواتهم. تبتسم من فرط ميكانيكة قلوبهم.

أهة طويلة تحتل مكان قلبي. أتوق إلي كتف أسند عليه جبهتي لعلي أغتسل من أوجاع الروح ببضع دمعات. أشتري سوارا فضي عريض مزين بحجر لازورد وحيد في المنتصف و شال بلون بحر ثائر
.
تترك المكان .
تتجه إلي البلكونة الغربية. تخلع ملابسها قطعة قطعة علي أنغام دفوف قادمة من عمق عقلها.
تلف جسدها بشال أزرق. تعبر الغرفة.تفتح النافذة الشرقية. تسقط الشال، تحتضن جسدها و بعيون واثقة تنتظر بزوغ نهار يخضبها.


حنا۶


-1-
ارتدت أزهي ألوانها. صففت شعرها كرلي لتضفي علي وجهها شيئًا من الشقاوة و الجاذبية. ابتسمت لهاتين العينين في المرآة التي انعكست فيها فرحة طفولية.
تدخل المقهي في الميعاد المتفق عليه. مازالت تحتفظ بتلك العادة: الوصول عشر دقائق قبل الجميع حتي تقيم جسور ألفة وتحكم سيطرة روحها علي المكان. أخذتها كلمات الأغنية الفرنسية بصوت سيلين ديون:
" اتعلمت الرقص،
وقصيت شعري،
وتقريبًا لسه بحبك."

"يا تري اتغير أد إيه؟ لسة صوته هادي وضحكته مليانة وعود؟" نجحت في منع دموع اشتياق لصفاء تلك الحالة، ابتسامات لطيفة، ورغبة في إطالة الحديث عن واجب الفيزياء.



-2-
إرتدى قميصًا زيتي وبنطلونه الجينز المفضل. نظر في المرآة. مد يده يداري بضع شعيرات بيضاء وسط سواد شعره الفاحم. أخذ نفسًا عميقًا.
أدار سيارته. أرسلته رائحة عقد الفل الذي اشتراه من الإشارة مساء الأمس إلى تلك الأيام. "يا ترى لسة وشها بيحمر لما حد يشكر فيها؟ لسة سنتها مكسورة و بتتفأل بيها؟"امتلأ قلبه بشغف افتقده منذ انتقطعت لقاءاتهما.



-‏3-
رفعت رأسها لتستقبله. علمت بوصوله عندما غمرتها رائحة الفل. جلس في المقعد المقابل لها بعد أن سلم علي بقية أصدقاء مراهقتهما المنهمكين في الضحك. في ملامح وجهه دهشة على مرور ثماني سنوات على آخر لقاء لهما ولا تزال عينيها تحمل غموض روح جامحة وخجل مكبوت.

"هي ليه عينيه ما بتلمعش وروحه هربانة منه!" همست لنفسها متعجبة. تعلقت عيناه فجأة بباب الدخول عندما دلفت فتاة في العشرين من عمرها. اقتربت الفتاة واضعة يدها علي كتفه الأيسر. ابتسم قائلاً: "أعرفكم على ندى.. مراتي".
ابتسمت كاشفة عن سنتها المكسورة ساحبة أصابع يدها التي كانت تتسلل نحو كفه
.