Sunday, July 27, 2008

ظلام هامس
!! أقضي إجازتي الصيفية في هذا النشاط.. أكاد أسقط من شدة الإجهاد.. شعري أشعث و لم أرغب هذا الصباح في أي أناقة
"صباح الخير...إنهاردة زي كل يوم"
ستمر الأيام سريعة و سينسوا صوت مللي
---------------------------------------------------------------------
أشعر أن هالتها باهتة هذا الصباح، نبرة حروفها مرتعشة، ليست لها تلك الرنة التي تشجي روحي.‎مثل كل يوم تضع أمامنا مجموعة من التماثيل المختلفة. تطلب مننا أن نتحسس تلك الوجوه الحجرية بأطراف أصابعنا.
-----------------------------------------------------------------------
أجزع عندما أجد إحساس التعاطف يضعف داخل قلبي يوما بعد يوم. يضيق صدري عندما أحاول أن أشرح ماهية الألوان. كيف لي أن أشرحها لنفس الوجوه : فم نصف مفتوح، عيون بلا تعبير محدد، و رأس تميل جهة اليمين.
------------------------------------------------------------------------
ما يريح خيالي قليلا أن رائحتها مازالت كما هي، رائحة زهرة ذقن الباشا عندما تعانق دفء مارس.
" ركزوا، كل واحد فيكو هيعمل تمثال ذي اللي تحت إيدوا بالظبط"
أشعر بإستقامة الأنف تحت أصابعي، جبهة ضيقة و شفاه ممتلئة. كأنه تمثال لألهة. لكنني لا ألتقط أي ذبذبات ألفة من تلك التعبيرات الصماء.
-----------------------------------------------------------------------
أوزع اليوم عليهم قطع من الطين الصلصال. للمرة الأخيرة أحاول أن أرسم في عقولهم ..
" البنفسجي،لون اللافندر..."
يشرعون علي الفور في محاولة نحت روح في الصلصال. الأن، من الممكن أن أغفو قليلا.
---------------------------------------------------------------------------------------
أطلب منها أن تساعدني في تعديل وضع الكرسي. أسترق السمع إلي صوت خطواتها . صوت كعب أنثوي يلمس الأرض بكل خفة. تمسك بيدي اليمني ثم تضع قطعة الصلصال أمامي. يحمل رائحة أمطار ربيعية مفاجئة.
---------------------------------------------------------------------------
أعلن نهاية الوقت. قليل من التماثيل التي صنعوها مماثلة. فقط واحدة أو إثنتين تكاد تكون مطابقة للنسخ الأصلية. أصل لأخر تمثال. ليس له أي علاقة بالنسخة الحجرية. هذه الأنف الدقيقة! الشفاه الصغيرة! أهم أن أعصف
عالمه بسيل من كلمات باردة و لكنه همس إلي قائلا " الخمري. بريحة المسك" ألتفت الي التمثال لأجده نسخة مطابقة من وجهي.


Thursday, July 03, 2008

أبدية هي في ذلك الكون.تؤمن بأنها يوما ما من الاف السنين كانت امرأة برية تسكن احد الكهوف وحدها. في كل ليلة تصل إلي ذروة رغباتها عندما تحلم بحياة سابقة من حيواتها المتعددة. تعلم في كل ليلة أين سترحل و بمن ستلتقي.

فليلة السبت مخصصة للكهانة في معبد مجهول.تمارس طقوس خلود. توقد بخور جاوة الأبيض ذو الرائحة التي تسكر الروح و تعلو بها.تمشط شعرها البني الطويل ، تتلمس تمويجاته اللينة.تنهي صلاتها البكر بسكب ماء وردي اللون علي جسدها الخمري.

الأحد ترتدي ثياب طويلة شفافة.تطوف حول كهف من حجر سندسي اللون.تظل طوال الليل تحاول لمسه أو الأقتراب أكثر فتصيبها إغماءة طويلة. تستيقظ في فراشها غارقة في عرقها الذي فجأة اكتسب رائحة ريحان.

مساء الأثنين تتجه إلي فراشها و هي خائفة.فاليلة ليلة ذئبة عجوز. تجري في صحراء ذات رمال زجاجيةالملمس .تتحسس طريقها إلي عشيرتها. تطلق عويل طويل يشق ليل صحراوي،فتنبثق شمس فضية من خلف كثبان رملية تتخذ شكل زهرة الخزامي. ينعكس الضوء علي وجهها فينقسم إلي ألاف الأطياف الملونة.

غجرية فقدت بصرها. تقرأ الكف في ليالي الثلاثاء. تتحسس الخطوط الدقيقة في كف خشن الملمس، ذو أصابع طويلة. تحدثه عن حب قديم يعود إليه، ترشف قهوتها و هي تستمع إلي هدير بحر في قوقعة صغيرة. تطلب من السائل أن يضع قليلا من زيت أحمر علي جبينه. لا يجيبها. تشعر بأنفاس تقترب من وجهها. بالكف يتحسس ملامحها. تنتفض من نومتها. علي شفتيها طعم قبلة أولي.


الليلة مليئة برائحة ناعمة. تجد نفسها وردة بلدية. ذات عطر كثيف تملأ هواء الليل بعشق سري. تختبئ بين دفتي كتاب.‎ ‎‏ ترقد في نعاس دافئ. تشتاق إلي أنامل الحبيب الذي يرفعها إلي شفتيه‎ ‎‏.تفقد طرواتها و يظل عبيرها معبأ في ذاكرته.

في الليلة قبل الأخيرة، تري نفسها ورقة صفراء مطوية، منسية في دولاب خشبي.‎ ‎كل ليلة خميس تغلق عينيها بشدة و تمتم ترنيمة علها تنجح في قراءة الأسطر المكتوبة بحبر أزرق داكن. تنفتح الشبابيك و تدخل نسمات صيفية إلي الغرفة. تطير الكلمات من الورقة.تهرب إلي السماء.


.‎ ‎ أصوات ذكر و مديح تقترب دقات دفوف و صوت ناي ينادي عليها. الجمعة ,تحتضن-هي- وسط الراقص بقوة، تحفزه أن يلف و يدور حتي تمتزج ألوانها. تبكي. فيغرق المكان في الألوان و تظل هي بلا خطيئة