أوراد مداوة
تحتويني في حضن مشبع في كل مرة ألتقيها تمتص مخاوفي و تلقيها بعيداًعن روحي .ربما ترتد هذه الشكوك مرة أخري إلي قلبي بعد ذهابها و لكن حصن من الأمل يظل معي كهالة غير مرئية لكن ملموسة في كل لفتاتي
عشقا لروح نورانية يعصف بمرفأها. يأخذ من عينيها بريقا دافئ. ينهل من روحها ليضئ ظلامه. و عندما يعبر الطريق إليها و يلمسها يلقي بها في عمق غيمة رمادية.
تحاول هي جاهدة أن تزيح الأفكار السوداء التي تهاجمها بشراسة من يعلم جيدا نقاط ضعف عدوه.تأتيها في أوقات غير معلومة فتجعلها مشتتة المشاعر لا تعلم اذا كانت لازالت تتنفس أم تحولت إلي كائن أثيري ماعادت تهمه هذه الصفات الدنيوية.تتسلل أصابع يدها اليمني في هلع و تقبض علي المعصم الأيسر باحثة عن دليل الحياة."متخافيش انتي لسه معانا"أقولها أنا بهدوء من مر بتلك الآلام من قبل علي أبث راحة مؤقتة في قلب الشاعرة."أحنا مش اتفقنا؟ما تطاوعيش الغيمة". تدمع عيناها و تحاول أن تأخذ نفسا عميقا لتطرد به بضعة أشباح.
أجلس في الشرفة، أسدل الستائر . أطفئ النور. بعد منتصف الليل أذوب في ظلام ليلة تشهد هلالا نحيلا. فقط، أري أمامي أنوار قادمة من المقطم، عواء يكسر الصمت للحظات قصيرة. أحاول أن أنظم أنفاسي/ضربات قلبي المتلاحقة. تمد الشاعرة يديها نحوي. تربت علي كتفي. تمرر عبر كفها قليل من الأمان. ذلك الأحساس الذي لا يكفيها وحدها و لكنها تحاول إقتسامه بيننا. أبكي لها حرية لا أستطيع إحتضانها. دموع تئن برغبة مؤلمة في تنفس هواء يحمل فقط رائحة عطري. أرتجف في ليلة صيفية و بإيعاز من كلماتها أحاول أن ألملم أجزائي المبعثرة.
نذهب إلي مداوية الأرواح . تفتح لنا أبوابا من الأحلام البنفسجية و تضع علي جباهنا زيتا برائحة الصندل. تلقي ببسمتها علي قلوبنا. تحنو علي أوجاعنا بصوت هادئ يفيض أوراد مداوة. ترسم علي أيدينا أفقا فضيا و أمطارا
Dedicated To Sahar And Fatma...Thanks for being in my life..