-1-
ارتدت أزهي ألوانها. صففت شعرها كرلي لتضفي علي وجهها شيئًا من الشقاوة و الجاذبية. ابتسمت لهاتين العينين في المرآة التي انعكست فيها فرحة طفولية.
تدخل المقهي في الميعاد المتفق عليه. مازالت تحتفظ بتلك العادة: الوصول عشر دقائق قبل الجميع حتي تقيم جسور ألفة وتحكم سيطرة روحها علي المكان. أخذتها كلمات الأغنية الفرنسية بصوت سيلين ديون:
" اتعلمت الرقص،
وقصيت شعري،
وتقريبًا لسه بحبك."
"يا تري اتغير أد إيه؟ لسة صوته هادي وضحكته مليانة وعود؟" نجحت في منع دموع اشتياق لصفاء تلك الحالة، ابتسامات لطيفة، ورغبة في إطالة الحديث عن واجب الفيزياء.
-2-
إرتدى قميصًا زيتي وبنطلونه الجينز المفضل. نظر في المرآة. مد يده يداري بضع شعيرات بيضاء وسط سواد شعره الفاحم. أخذ نفسًا عميقًا.
أدار سيارته. أرسلته رائحة عقد الفل الذي اشتراه من الإشارة مساء الأمس إلى تلك الأيام. "يا ترى لسة وشها بيحمر لما حد يشكر فيها؟ لسة سنتها مكسورة و بتتفأل بيها؟"امتلأ قلبه بشغف افتقده منذ انتقطعت لقاءاتهما.
-3-
رفعت رأسها لتستقبله. علمت بوصوله عندما غمرتها رائحة الفل. جلس في المقعد المقابل لها بعد أن سلم علي بقية أصدقاء مراهقتهما المنهمكين في الضحك. في ملامح وجهه دهشة على مرور ثماني سنوات على آخر لقاء لهما ولا تزال عينيها تحمل غموض روح جامحة وخجل مكبوت.
"هي ليه عينيه ما بتلمعش وروحه هربانة منه!" همست لنفسها متعجبة. تعلقت عيناه فجأة بباب الدخول عندما دلفت فتاة في العشرين من عمرها. اقتربت الفتاة واضعة يدها علي كتفه الأيسر. ابتسم قائلاً: "أعرفكم على ندى.. مراتي".
ابتسمت كاشفة عن سنتها المكسورة ساحبة أصابع يدها التي كانت تتسلل نحو كفه.
No comments:
Post a Comment