طبيبات, هو فية في بلدنا أحسن من كده! و مع ذلك قاعدين في اوضة متربة و كل ركن فيها متكوم فيه شوية احلام ماتت علي حبة ذكريات مقتولة و عليهم رشة يأس و احباط من بكره مش راضي يطلعله فجر.
أوضه ساكناها عيلة فيران, سقفها عالي و بعيد – بيقولوا المبني من أيام الملك! الا هي مدينة نصر توعي علي فاروق؟!- و مروحة بتلف علي الفاضي, هواها كله رطوبة ووحدة و قلق.
كنت قاعدة أنا و واحدة قريبة من قلبي علي كراسي جلد حكومية تقطم الضهر و مادين رجلينا قصادنا علي كرسين خشب من بتوع القهاوي. فتحنا الراديو لقينا فيروز اللي صوتها جاي من السما رشقت في قلوبنا و هي بتقول : انا عندي حنين,
ما بعرف لمين,
ليل بيخطفني من بين السهرانين.
لقيتها فجأة بتتلفت ناحيتي,
- " الله يوجع قلبك يا بعيدة, انا كنت ناقصاكي!"
- " بأه هي اللي واجعة قلبنا و لا الدنيا, خلينا ساكتين!"
- " بحبه بقالي 7 سنين, والأخر الجوازة اتفركشت عشان الشبكة"
سندت راسها علي كتفي زي ما تكون بتتحامي فيا من ذكري كلها عشق و شجن.
- " بلا خيبة, بعني أنا اللي حالي عدل! اديكي شايفة! 3 سنين لا انا عارفة احنا احاب و لا بنحب بعض! علاقة بلا تعريف."
حضنتني يمكن تعرف تهدي الرعشة اللي اتملكت مني و قالت:
- " الا قوليلي اتنبن زينا كده مش بيتجوزوا ليه؟"
- " ما هو طول ما الرجالة من صنف المذيع ايه بتاع الطبخ مش هنورد علي جواز. فضك من دي سيرة, خلينا في القباحة"
- " ألا البنات و الستات بعد سن ال 25 بيبقوا بجحة في الكلام القبيح ليه؟"
- " اهو كبت علي حرمان! و الله انا ما عايزة غير شوية امان من حضن دافي يهش الخوف اللي عشش جوايا. هو كتير اللي انا طالبه؟"
- " لا كتير و لا حاجة, ده احنا قديسات عندنا ربع قرن و ما عكيناش!"
- " سيبك! عندي سؤال أهم, هي اللي عندها 25 سنة تعتبر ستات و لا بنات؟"
- " لا ستات و لا بنات!"
- " اومال ايه يا رايقة؟"
- " دول اللي رقصوا علي السلم!"