سدرا-
" تنجذب للذئاب اليمامات البيضاء و تحوم حول رأسها"
بعض الأماكن تتشابه. تخطو من حارات خان الخليلي لتتجه لساحة مسجد الحسين. تتذكر خطواتها و هي صغيرة في شوارع ضيقة متفرعة من الميدان العجوز بلاثا مايور في وسط مدريد القديمة المتميز بأسراب الحمام و اليمام الذي إعتادت و هي في الرابعة من عمرها إطعامه بفتات الخبز. الصورة مازالت حية. سيدات في منتصف العمر يتراشقن بالشتائم من الشرفات المعلق بها غسيل. مياه تغرق الشارع برائحة المنظفات. الإيماءات الصوتية للباعة الجائلين واحدة و إن إختلفت اللغة. تبتسم لبائع الخان الذي يحدثها بإسبانية مكسورة لإعتقاده إنها غجرية لاتينية. لا تنكر العرق الغجري و لكنه مصري. تنساب روحها و تسكن في مكان سحري عندما تأتيها أصوات الحب من داخل المسجد مختلطة برائحة بخور المسك. تجلس علي الرصيف المقابل. تفكر أن ما ينقص المكان هو سرب يمامات حول المئذنة.
" تنجذب للذئاب اليمامات البيضاء و تحوم حول رأسها"
بعض الأماكن تتشابه. تخطو من حارات خان الخليلي لتتجه لساحة مسجد الحسين. تتذكر خطواتها و هي صغيرة في شوارع ضيقة متفرعة من الميدان العجوز بلاثا مايور في وسط مدريد القديمة المتميز بأسراب الحمام و اليمام الذي إعتادت و هي في الرابعة من عمرها إطعامه بفتات الخبز. الصورة مازالت حية. سيدات في منتصف العمر يتراشقن بالشتائم من الشرفات المعلق بها غسيل. مياه تغرق الشارع برائحة المنظفات. الإيماءات الصوتية للباعة الجائلين واحدة و إن إختلفت اللغة. تبتسم لبائع الخان الذي يحدثها بإسبانية مكسورة لإعتقاده إنها غجرية لاتينية. لا تنكر العرق الغجري و لكنه مصري. تنساب روحها و تسكن في مكان سحري عندما تأتيها أصوات الحب من داخل المسجد مختلطة برائحة بخور المسك. تجلس علي الرصيف المقابل. تفكر أن ما ينقص المكان هو سرب يمامات حول المئذنة.
دنيا
"الرقص بهجة الروح"
تخرج دنيا من داخل معبد الأقصر كل مرة في حالة نشوة عندما تتلمس بأناملها صور الراقصات علي جدران المعبد. تشعر بإنها استدعت المتصوفة داخلها. تلك التي تختنق من الزحام القاهري فتستكين في مكان ما بجوار الروح حتي تأتيها الفرصة. تؤنب دنيا نفسها بأن تلك المتعبدة ترفرف عندما تزور مسجد الحسين. تتملكها رغبة برية بالرقص. من كثرة ما سيطرت علي تلك الرغبة أصبحت تبكي من الألم الذي يسيطر علي جسدها عندما تكون هناك. بعدما إبتاعت السوار الفضي العريض، الخرزة الزرقاء، و رسمت بالحناء علي كفوفها الخمرية. خرجت مسرعة دون أن تلتفت للمأذنة. عادت الألام من جديد. اليوم إتخذت قرارها.أمام مسجد الحسين في وسط النجيلة الخضراء تمايلت بخفة و هي ترفع كفوفها إلي سماء مخملية متجاهلة كل العيون. فقط تتجه عيناها علي سحابة بيضاء تنقش ملامح وجهها علي الخلفية الزرقاء
"الرقص بهجة الروح"
تخرج دنيا من داخل معبد الأقصر كل مرة في حالة نشوة عندما تتلمس بأناملها صور الراقصات علي جدران المعبد. تشعر بإنها استدعت المتصوفة داخلها. تلك التي تختنق من الزحام القاهري فتستكين في مكان ما بجوار الروح حتي تأتيها الفرصة. تؤنب دنيا نفسها بأن تلك المتعبدة ترفرف عندما تزور مسجد الحسين. تتملكها رغبة برية بالرقص. من كثرة ما سيطرت علي تلك الرغبة أصبحت تبكي من الألم الذي يسيطر علي جسدها عندما تكون هناك. بعدما إبتاعت السوار الفضي العريض، الخرزة الزرقاء، و رسمت بالحناء علي كفوفها الخمرية. خرجت مسرعة دون أن تلتفت للمأذنة. عادت الألام من جديد. اليوم إتخذت قرارها.أمام مسجد الحسين في وسط النجيلة الخضراء تمايلت بخفة و هي ترفع كفوفها إلي سماء مخملية متجاهلة كل العيون. فقط تتجه عيناها علي سحابة بيضاء تنقش ملامح وجهها علي الخلفية الزرقاء
شريف و نور
"العناق صلاة الحب"صباح كل أربعاء. إعتادا الجلوس علي الدكة الخشبية المغطاة بكليم أحمر في قهوة الفيشاوي. تطلب عصير المانجة في الصيف و القرفة بالحليب في الشتاء. الشاي الأخضر له في أي وقت. بعدها يذهبان لصديقهما بائع الزجاج البلدي. يشتريان كل ما تريده نور. يبتسم شريف و ينظر لها بعينان سوداوان تعكسان شغفا بتلك المجنونة. يمران من شارع الصاغة ثم جوهر الصقلي حتي يصلان إلي الساحة. تضع نور الأكياس علي الأرض. تشب علي قدميها و تعانقه بقوة. يشعر بإحراج خفيف من نظرات الناس. سوف تظل نور تتسأل و تفكر أن هذه بيوت الله. بيوت الحب. لماذا طردوها عندما إحتضنت شريف أمام المقام داخل المسجد