Sunday, November 16, 2008

هي ملكة الأحلام. تعشق فارسها الغائب عن عينيها الحائرتين. ترتاح لصوت الموج عندما يحتضن الشاطئ الرملي بحبيباته التي تحمل حكايا دفء اللمسات و مرارة الوداعات الحتمية.
`
تفرغ حقيبتها السوداء علي السرير المفروش بقماشة مخملية بلون السماء وقت شروق شمس شتوية. تفوح من الغرفة الخشبية رائحة رطبة. تضع جسدها المنهك تحت الدش بعدما تغرق نفسها بشامبو عطري. تنظر في المرآة و تتمعن في ثناياها الخمرية العطشة.

ترتدي الروب الحريري و تخرج إلي الشرفة. تستند بذراعيها علي السور الأسمنتي. تغمض عينيها، تفتح الروب لتدع النسمات البحرية تداعب جسدها العاري. تستمتع باللسعة الباردة المحملة بالبركات علي إنحناءتها الوردية.

قشعريرة تتمكن من ذكرياتها.

"ريحة القهوة في تريانون دي زيك"

تبتسم، فذكري صوته تملأ المكان بإشتياق جامح إلي تلك المساحة بين ذراعيه.

مرت خمس سنوات. فضل البعد عن حياتها الناعمة تارة و الزاعقة تارة أخري. تنسال دموعها كأن الجرح مايزال طازج.

"هنساه و أحب تاني"

قرارات كاذبة رسمتها و هي تبكي علي كتف صديقتها آنذاك.

تشهق عندما يصل بعض من الرذاذ المالح إلي رقبتها. تلتفت بعينيها المحمرتين إلي داخل غرفتها. تلف الكاش مايوه حول خصرها.


. تراه من الشرفة، لا يشبهه و لكن تحمل قسماته نفس حبه للبحر. تراقبه. مائل للطول بجسد مشدود و سمرة محببة.

يرفع رأسه إلي شرفتها و يبتسم.

تتوه في غيمة قبلة تأخذها إلي عالم تتوحد فيه أنفاسهما فلا تدري هل مازالت تتنفس هواء البشر أم تعيش علي نفحات من داخل صدره.

تسرع علي السلم لتصل إلي الشاطئ. تتلفت باحثة عنه.

ذاب في زحام سكندري. بخطوات بطيئة تذوب في الملح الأزرق


ومضة.

4 comments:

Ahmad Abdulatif said...

القصة فعلا كانت ومضة ، تميزت بدقة الوصف وملمح الصدق .
أعتقد لو كانت علي لسان " أنا " ستصير أشد وقعا علي القاريء ،
لك تحياتي
وأعتذر عن دخولي مدونتك بلا اذن مسبق

mostafa rayan said...

القصة حلوة
تحياتي لك

Samar Ali said...

A7md///thanks alooot!
ur mostly welcome tb3n!

Samar Ali said...

mostafa...shokran leek w 3la 7ersak enk tegy 3ndy m3 eny ana my2asara