Thursday, July 03, 2008

أبدية هي في ذلك الكون.تؤمن بأنها يوما ما من الاف السنين كانت امرأة برية تسكن احد الكهوف وحدها. في كل ليلة تصل إلي ذروة رغباتها عندما تحلم بحياة سابقة من حيواتها المتعددة. تعلم في كل ليلة أين سترحل و بمن ستلتقي.

فليلة السبت مخصصة للكهانة في معبد مجهول.تمارس طقوس خلود. توقد بخور جاوة الأبيض ذو الرائحة التي تسكر الروح و تعلو بها.تمشط شعرها البني الطويل ، تتلمس تمويجاته اللينة.تنهي صلاتها البكر بسكب ماء وردي اللون علي جسدها الخمري.

الأحد ترتدي ثياب طويلة شفافة.تطوف حول كهف من حجر سندسي اللون.تظل طوال الليل تحاول لمسه أو الأقتراب أكثر فتصيبها إغماءة طويلة. تستيقظ في فراشها غارقة في عرقها الذي فجأة اكتسب رائحة ريحان.

مساء الأثنين تتجه إلي فراشها و هي خائفة.فاليلة ليلة ذئبة عجوز. تجري في صحراء ذات رمال زجاجيةالملمس .تتحسس طريقها إلي عشيرتها. تطلق عويل طويل يشق ليل صحراوي،فتنبثق شمس فضية من خلف كثبان رملية تتخذ شكل زهرة الخزامي. ينعكس الضوء علي وجهها فينقسم إلي ألاف الأطياف الملونة.

غجرية فقدت بصرها. تقرأ الكف في ليالي الثلاثاء. تتحسس الخطوط الدقيقة في كف خشن الملمس، ذو أصابع طويلة. تحدثه عن حب قديم يعود إليه، ترشف قهوتها و هي تستمع إلي هدير بحر في قوقعة صغيرة. تطلب من السائل أن يضع قليلا من زيت أحمر علي جبينه. لا يجيبها. تشعر بأنفاس تقترب من وجهها. بالكف يتحسس ملامحها. تنتفض من نومتها. علي شفتيها طعم قبلة أولي.


الليلة مليئة برائحة ناعمة. تجد نفسها وردة بلدية. ذات عطر كثيف تملأ هواء الليل بعشق سري. تختبئ بين دفتي كتاب.‎ ‎‏ ترقد في نعاس دافئ. تشتاق إلي أنامل الحبيب الذي يرفعها إلي شفتيه‎ ‎‏.تفقد طرواتها و يظل عبيرها معبأ في ذاكرته.

في الليلة قبل الأخيرة، تري نفسها ورقة صفراء مطوية، منسية في دولاب خشبي.‎ ‎كل ليلة خميس تغلق عينيها بشدة و تمتم ترنيمة علها تنجح في قراءة الأسطر المكتوبة بحبر أزرق داكن. تنفتح الشبابيك و تدخل نسمات صيفية إلي الغرفة. تطير الكلمات من الورقة.تهرب إلي السماء.


.‎ ‎ أصوات ذكر و مديح تقترب دقات دفوف و صوت ناي ينادي عليها. الجمعة ,تحتضن-هي- وسط الراقص بقوة، تحفزه أن يلف و يدور حتي تمتزج ألوانها. تبكي. فيغرق المكان في الألوان و تظل هي بلا خطيئة

17 comments:

أسامة الشاذلي said...

اسلوبك فى السرد ممتع للغايه
وتجيدين الوصف
شكرا استمتعت للغاية بقصتك

Samar Ali said...

Usama Shazly...
الف شكر علي كلامك و تشجيعك ده
تعالي دايما

m.sobhy1990@gmail.com said...

أنا هاعتبر القصة دى إحدى تجليات سمر المنوفى

:)


وعلى فكرة الصوفية واضحة قوى ف معظم نصوصك

:)

مصطفى عثمان said...

samoor
مبدعه مجدده جميله رائعه مشوقه متألقه
كالعاده
تسلم ايدك
شكراااا

Samar Ali said...

m7md...da kter awi ya ragel ;d

Samar Ali said...

tefa...
ye7'alek leya

Anonymous said...

من أعذب النصوص اللي قريتهالك
لسة بتحتفظي بشفرة الدخول إلى عالمك السري

Anonymous said...
This comment has been removed by the author.
Samar Ali said...

msh 3rfa a2olk eh ya mustapha walahy

مُزمُز said...

حلو اوي النص ده بجد
لغة بناء روح شفيفة وجو نفسي رائع

حاجة واصلة لدرجة الدهشة كده

جميل جدا

:)

Samar Ali said...

mazmaaz,

kalamk da kter awi walahy!

Anonymous said...

قصة تحمل الكثير من المخازي
تحياتي لك

wagdy El-Komy said...

المدونة رقيقة لكن مش قادر اقرأ المكتوب فى الصحيفة يا سمر

أسوور said...

جريدة الأسرة العربية
قرر رئيس مجلس ادارة الجريدة مشكورا أن يتبنى كل ما يكتبه المدونون
وان يفرد مساحة لا بأس بها لبوستات البلوجرز
كما وافق على نشر البوستات المرشحة بتوقيع كتابها
وسوف يفتح باب التدريب الصحفى لهواة الصحافة من المدونين
وذلك ايمانا منه بقوة التدوين وبأنها صوت المصريين
***
على كل مدون يرغب فى نشر مقالات - تحقيقات - قصص - نقد - ادب - شعر - سياسة او أى كتابات لم يرد ذكرها
ان يرسل البوست المرشح مذيل بتوقيعه وعنوان المدونة والإسم الحركى ان اراد
مرفق بصورة شخصية له
على الإيميل التالى

amyasser@hotmail.com

أو بتعليق على هذا البوست نفسه
يترك لينك البوست اللى عايز ينشره الجرنال له
تحت عنوان جريدة الأسرة العربية
الشـــــــــــــــــروط
-مراعاة الصحة اللغوية والنحوي والإملائية قدر الإمكان.
-مراعاة الا يزيد البوست المراد نشره فى الجريدة عن صفحة ايه فور.
- أولوية النشر تكون للبوستات التى فيها موضوعات عامة تهم قراء الصحف.
-اولوية النشر للبوستات التى ترسل على الميل المذكور أعلاه كفايل وورد مرفق.
الجريدة تصدر الإثنين من كل أسبوع

Samar Ali said...

mustafa rayan
thank u

Samar Ali said...

wagdy..
el qesa mogoda t7t el JPG 3la tool
sokran leek

بنت الحياه said...

النص ده أبدي!
يخرب عقلك.. اللغة هنا عبقرية!